تعرّف الرقية الشرعيّة بأنّها مجموعة الأذكار والأدعية من القرآن الكريم أو السنّة النبويّة، أو الأدعية غير الواردة فيهما ويصحّ الدّعاء بها، يقرؤها الإنسان ويتلوها على نفسه أو على غيره، ليستعيذ بالله -عزوجل- من شرور المخلوقات الإنسيّة، والجنيّة، والحيوانيّة، فيدفع بذلك الضّرر قبل وقوعه، أو تكون بعد وقوعه، فتُقرأ لإزالته والتخلّص منه.[٢]
قوله -تعالى- من سورة آل عمران: شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ* إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ .[٩]
قال رسول -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ)،[٦] وكفتاه أي حفظته بإذن الله من السوء والضرّ والأذى،[٧] فيُسنّ المحافظة على قراءة آخر آيتين من سورة البقرة كلّ ليلة.
سورة البقرة من أعظم السّور في التحصين ودفع الأذى والسّحر بإذن الله، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ)،[٢] والبطلة بمعنى السّحََرة، وقال: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ).[٣]
لَمَّا كَانَ الْمَقْصُودُ مِنَ الصِّيَامِ حَبْسَ النَّفْسِ عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَفِطَامَهَا عَنِ الْمَأْلُوفَاتِ، رقيه الصدر وَتَعْدِيلَ قُوَّتِهَا الشَّهْوَانِيَّةِ؛ لِتَسْتَعِدَّ لِطَلَبِ مَا فِيهِ غَايَةُ سَعَادَتِهَا وَنَعِيمِهَا، وَقَبُول مَا تَزْكُو بِهِ مِمَّا فِيهِ حَيَاتُهَا الْأَبَدِيَّةُ، وَيَكْسِرُ الْجُوعُ وَالظَّمَأُ مِنْ حِدَّتِهَا وَسَوْرَتِهَا، وَيُذَكِّرُهَا بِحَالِ الْأَكْبَادِ الْجَائِعَةِ مِنَ الْمَسَاكِينِ، وَتُضَيَّقُ مَجَارِي الشَّيْطَانِ مِنَ الْعَبْدِ بِتَضْيِيقِ مَجَارِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وَتُحْبَسُ قُوَى الْأَعْضَاءِ عَنِ اسْتِرْسَالِهَا لِحُكْمِ الطَّبِيعَةِ فِيمَا يَضُرُّهَا فِي مَعَاشِهَا وَمَعَادِهَا، وَيُسَكِّنُ كُلَّ عُضْوٍ مِنْهَا وَكُلَّ قُوَّةٍ عَنْ جِمَاحِهِ، وَتُلْجَمُ بِلِجَامِهِ، فَهُوَ لِجَامُ الْمُتَّقِينَ، وَجُنَّةُ الْمُحَارِبِينَ.
وَالثَّانِيَةُ: تَحَتُّمُهُ، لَكِنْ كَانَ الصَّائِمُ إِذَا نَامَ قَبْلَ أَنْ يَطْعَمَ حَرُمَ عَلَيْهِ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ إِلَى اللَّيْلَةِ الْقَابِلَةِ، فَنُسِخَ ذَلِكَ بِالرُّتْبَةِ الثَّالِثَةِ، وَهِيَ الَّتِي اسْتَقَرَّ عَلَيْهَا الشَّرْعُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
اللهم استودعك همي فبشرني بما يفتح مداخل السعادة في قلبي.
فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ .[٤٥]
الرقية الشرعية للبيت كيف تتم رقية البيت؟ تتمّ رقية البيت بأكثر من طريقةٍ بيانها فيما يأتي:[١] رقية كل...
كان الصحابة -رضوان الله عليه- يرقون أنفسهم وغيرهم بسورة الفاتحة، وقد ثبت أنّ أبا سعيد الخدري -رضي الله عنه- رقى مريضاً بسورة الفاتحة وأقرّه النبي -صلى الله عليه وسلم- على ذلك لعظيم فضل هذه السورة في التحصين، إذْ لمّا أخبر أبو سعيد النبي الكريم أنّه رقى بهذه السورة قال له النبي: (وما يُدْرِيكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ؟ أصَبْتُمْ).[١]
الشيخ: وهذا إنما يحسّ به مَن عرف الواقعَ، مَن جرَّب الواقعَ: من فضول النظر، وفضول الكلام، وفضول المخالطة، وفضول الأكل والشرب، وفضول النوم، كل ذلك لها آثار في القلوب: تُضيقها، وتُؤذيها، وتُحرجها.
- وَيْلٌ لِكُلِ أَفَّاك أَثِيم يَسْمَعُ آيَـتِ اللهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَاب أَلِيم .
فَقَالَ: إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أُطْعَمُ وَأُسْقَى.
من أدعية الرقية الشرعية التي يُناسب الدعاء بها لدفع السوء والمرض ما يأتي: